رحلتي من التيه إلى الطمأنينة كيف وجدت نفسي في القرب من الله

قصة واقعية مؤثرة لفتاة في سن المراهقة، بدأت رحلتها من حياة روتينية خالية من المعنى، إلى اكتشاف الطمأنينة الحقيقية في القرب من الله. تجربة صادقة تعكس التغيير الداخلي، والبحث عن الإيمان، والسلام النفسي. اقرأ القصة كاملة واستلهم من تفاصيلها الصادقة والمؤثرة.

كنت أبحث عن السعادة... حتى وجدتها في الإيمان

رحلتي من التيه إلى الطمأنينة كيف وجدت نفسي في القرب من الله

تقول صاحبة القصة:

أنا بنت وعمري 16 سنة. كنت أعيش حياة عادية، ما فيها شيء يميزها عن أي بنت ثانية.
أصحى كل صباح، أروح للمدرسة، أقضي وقتي مع صاحباتي، أرجع البيت، أتغدى، أجلس على جوالي لين يجي النوم، وأكرر نفس الروتين كل يوم.
كانت حياتي تمر مثل صفحات كتاب متشابهة، ما فيها أحداث جديدة، وبدون أي معنى.

عائلتي ما كانت متدينة، لكنها ما كانت بعيدة عن الدين. نصلي، نصوم رمضان، نحتفل بالأعياد، لكن كأنها عادات، مو عبادة حقيقية.
ما قد فكرت يوم بعلاقتي بالله، وما حسّيت أني أحتاج أفكر. كنت منشغلة بأموري اليومية: دراسة، صاحبات، أشياء كنت أظنها مهمة، لكنها بالحقيقة كانت مجرد تفاصيل تملي وقتي بدون أثر.

ما كنت أدور تغيير، وما كنت أحس إن في شيء ناقصني...
لكن الحياة دائمًا تعرف كيف تحطنا قدام حقيقة ما نقدر ننكرها، حتى لو حاولنا.

في البداية كان مجرد شعور خفيف...
شعور داخلي يقول: "في خطأ... في شيء ناقص".
كنت أتهرب منه وألهي نفسي، لكن كل مرة يرجع أقوى، كأنه ظل يلاحقني.

وجاء ذاك اليوم...
اليوم اللي بدأ فيه كل شيء يتغير.

ما كان يوم مختلف عن غيره، ما صار فيه مصيبة أو مأساة...
لكن كان اليوم اللي نظرت فيه لحياتي بعين مختلفة تمامًا.

كنت في غرفتي، منسدحة على سريري، بعد يوم طويل، جوالي في يدي، بس ما لي خلق أمسكه.
كنت أحس بفراغ داخلي، إحساس إن كل اللي أسويه ما له معنى.

ولأول مرة، سألت نفسي بكل صدق:
ليش أحس كذا؟ إيش ينقصني؟
ما لقيت إجابة، وكأني عالقة في دائرة، أعيش من غير هدف، لا رضا، ولا طمأنينة.

الشعور ما كان فكرة عابرة…
كان مثل إبرة في صدري، تذكرني إن في شيء مفقود.

حاولت أتهرب، حاولت أقول لنفسي "يمكن أنا طفشانة"، لكن ما راح…
كان يرجع لي، كل يوم، خصوصًا لما أكون لحالي.

عائلتي ما لاحظت التغيير، كل واحد كان مشغول بعالمه.
أبوي يشتغل كثير، يرجع تعبان، يتعشى وينام.
أمي مشغولة بأمور البيت، مسلسلاتها، طلعاتها.
إخواني وأخواتي، بين دراستهم وبلايستيشنهم.
ما كان فيه بينا حوار عميق، بس سوالف سطحية عن يومنا وخلاص.

مع مرور الأيام، بدأت أحس أني مختلفة...
أشوف الأمور بوضوح أكثر.

صرنا نعيش بدون تفكير حقيقي، بدون هدف.
نجتمع على طاولة الأكل، نضحك ونتكلم عن يومنا، ثم كل واحد يرجع لعالمه.

وفي يوم من الأيام، كنا جالسين مع بعض...
أمي تكلمت عن واحدة من صاحباتها، قالت إنها تحجبت.
بس كانت تتكلم بسخرية، تطقطق، وضحكت عمتي وقالت:
"والله هذا الزمن غريب، الناس ترجع لورا بدل ما تتقدم!"
وضحك الكل معاها.

أنا ما ضحكت...
حسيت بألم في صدري، ليش الدين صار شيء غريب؟ ليش صار مثير للسخرية؟

ما علّقت، بس الشعور بداخلي زاد.

مع بنات عماتي، كنا نطلع، نضحك، نتسوق، كافيهات…
كنت أشارك، أضحك، بس أحس في شيء ناقص.

في مرة، كنا مجتمعين ببيت جدتي، نضحك ونسولف،
لفت علي وحدة من البنات وقالت: "وش فيك ساكته؟ وين راحت اللقافة؟"
قلت: "ما أدري، يمكن تعبانة."
قالت: "لا، جد، فيك شيء متغير."

وقتها، سألت نفسي:
هل فعلاً أنا متغيرة؟ ولا بديت أشوف الحياة بشكل مختلف؟

صرت أراقب نفسي أكثر…
ما عاد أستمتع بالسوالف السطحية، ولا الأشياء اللي كنت أحبها.

في يوم، كنت أتصفح الجوال كعادتي،
لكن كل شيء صار مكرر، الصور، الفيديوهات، الأخبار…
قفلت الجوال، وسكرت عيوني…
لكن الأفكار ما سكتت.

جا في بالي سؤال:
"هل هذه هي الحياة؟ هل هذا كل شيء؟"

اليوم اللي بعده، حسيت أبغى أطلع لحالي.
مشيت في الشوارع، بدون هدف…
أشوف الناس، أسمع صوت السيارات…
كأني أدوّر شيء، بس ما أعرف وش هو.

وأنا أمشي، مريت جنب مسجد…
ما كنت أهتم به قبل.
سمعت الأذان…

صوت دخل قلبي فجأة…
وقفت، قشعر جسمي.
كأن في شيء داخلي استجاب.

ما دخلت المسجد، بس وقفت أسمع…
وكملت طريقي، بس كنت متأكدة إني ما صرت نفس الشخص بعد هذيك اللحظة.

رجعت البيت، كنت هادية بطريقة غريبة…
جلست جنب أمي، قالت لي: "وينك؟ ليش طالعة لحالك؟"
قلت: "ما أدري، حبيت أمشي شوي."

ما علّقت، لكنها طالعَت فيني نظرة طويلة، كأنها حست فيني.

في نفس الليلة، من سنين، فتحت القرآن.
ما كنت أعرف من وين أبدأ، فتحت صفحة عشوائية…
وقريت.

الكلمات كانت تخاطبني أنا…
كأنها تقول لي: "أنتِ كنتي تايهة، بس بديتي تلاقين الطريق."

حسيت بشيء ثقيل في صدري…
مزيج من الراحة، والخوف، والدهشة.

كنت أقرا قرآن من قبل، بس بدون تدبر.
الحين، كل كلمة كانت تلمسني، كأنها جواب لأسئلة ما عرفت لها جواب من قبل.

ما تغيرت بين يوم وليلة، بس في شيء داخلي تغير.
صرت أقرأ، أسمع محاضرات، أبحث…

بس التغيير ما كان سهل.
مو سهل أكون نفس البنت مع صديقاتي، مع بنات عماتي…
نظراتهم، تعليقاتهم، استغرابهم…

في مرة، كنا مجتمعين، يتكلمون عن الموضة، السفر، الفيديوهات…
كنت جالسة، أسمع، بس أحس إني غريبة عنهم.

وحدة منهم قالت:
"إيش بك؟ ناوية تصيرين داعية؟!" وضحكوا.

قلت: "بصراحة… صرت أفكر بأشياء غير عن قبل."

قالت وحدة: "يا ساتر! فيلسوفة؟!" وغيروا الموضوع.

بس أنا حسيت فعلاً إن جوهم ما عاد يعنيني…

وفي البيت، أمي بدأت تلاحظ تغييري.
ما صرت أتابع المسلسلات معها، ما أشاركها نفس السوالف.
كنت أقرأ عن الدين، وأفكر كثير.

دخلت علي يوم من الأيام، شافتني أقرأ، جلست جنبي وقالت:
"بنتي، في بالك شيء؟ حاستك متغيرة."

قلت لها:
"ما أعرف كيف أشرح، بس حاسة إني كنت غايبة… وبديت أشوف الحقيقة."

قالت:
"إن شاء الله خير، بس لا تنسين الاعتدال أهم شيء."

قلت:
"أكيد… بس أنا أبغى أفهم، أبغى أعرف ديني أكثر. مو لأن أحد فرض علي… لأني أنا أبغى."

قالت:
"المهم تكونين مرتاحة."

بس أنا لسه ما كنت مرتاحة تمامًا…
كنت على بداية طريق طويل، ما أعرف وين بينتهي، لكني كنت أحس إنه الطريق الحقيقي.

ولما تحجبت أول مرة، ما كان بس قطعة قماش…
كان شعور مختلف تمامًا.

كأني لقيت جزء من نفسي كان ضايع.
خوف، سكينة، فخر…
بس راحة ما حسيتها من قبل.

صرت أحس إني أخيرًا أمشي في الطريق الصح.
كأن نور دخل قلبي بعد ضياع طويل.

زمان كنت أدوّر السعادة في الضحك، الطلعات، الجوال، الموضة…
وكنت أفرح، بس أرجع دايمًا للفراغ.

كنت أظن الحرية إني أسوي كل شيء،
لكن عرفت إن الحرية الحقيقية… إني أعرف الطريق الصح، وأمشي فيه بإرادتي.

الإيمان مو بس شعور…
هو تغيير حقيقي.

الصلاة ما صارت مجرد حركات، صارت راحة، لقاء مع الله، شكوى، دعاء.
الصيام ما صار جوع، صار تهذيب للنفس.
القرآن ما صار واجب، صار رحلة… كل آية فيها رسالة، كل كلمة فيها سكينة.

صرت أقارن نفسي ببنت الأمس…
اللي كانت تضيع وقتها في أشياء فارغة،
والسعادة الحقيقية كانت قريبة منها، بس ما كانت تشوفها.

في مرة، قالت لي وحدة من البنات:
"كيف قدرتي تتغيرين؟ كأنك شخص جديد."

قلت:
"لأني فهمت معنى السعادة الحقيقية."

قالت:
"وأنا كنت مفكرة إن السعادة بالطلعات والسوق…"

قلت:
"مو غلط نفرح بالأشياء هذي، بس إذا كانت سعادتنا بس فيها، فهي مؤقتة، وإذا اختفت، نرجع للفراغ."

ما ردت، بس نظرتها تغيرت…
كأن الكلام بدأ يزرع بذرة داخلها.
مثل ما نزرعت في قلبي من قبل.

الإيمان مو شيء نعيشه لحالنا…
هو نور… يوصل للي حولنا، بدون إجبار، بالكلمة، بالسلوك، بالإحساس.

كنت أمشي في طريق ما أعرف نهايته،
بس كنت أعرف إني ما حسيت بهالطمأنينة من قبل…
وما كنت ناوية أتنازل عنها أبدًا.

كل يوم أعيشه، خطوة جديدة.
ومع كل خطوة، إيمان أكبر… قرب أكبر.

في رمضان، كنت أعيش الأيام بشكل مختلف…
ما كنت أصوم بس لأن "لازم"،
كنت أحس إن كل لحظة فرصة…
فرصة أرجع لربي.

تذكرت مرة سألت أمي: "وش معنى الحياة؟"
قالت لي:
"الحياة فرصة للتعلّم… ما هي بس رحلة ندوّر فيها سعادة عابرة."

واليوم، بعد كل اللي مريت فيه…
كنت أشوف هالكلمات بأوضح صورة.

وفي يوم، جلست مع أمي…
تكلمت عن دراستي، عن تطوير نفسي، عن أفكاري الجديدة،
قالت لي أمي بنظرة فخر:
"الطريق اللي يقربك من الله… هو الطريق الصحيح."

حسيت إن قلبها هو اللي نطق بهالجملة.

صح، الطريق ما كان سهل…
بس أنا ما كنت ناوية أرجع للوراء.

ما في يوم مثالي، كل يوم فيه تحديات…
بس تعلمت أواجهها، وأحتفظ بالإيمان جواتي.

وعرفت إن الحياة مو بس عن التغيير…
بل كيف نعيش هالتغيير بصدق.

الحياة ما تتعلق باللي نملكه، لا فلوس، ولا شهرة…
السر الحقيقي في الراحة اللي نحسها لما نكون قريبين من الله.
خلي إيمانك قوي… لا تخلي الدنيا تشتت قلبك.
الحياة رحلة، وكل خطوة فيها اختبار…
خلي خطواتك خير، وخلي كل يوم فرصة تقربك لله.

انتهت قصتي…
والحياة مستمرة، ولله الحمد.

تعليقات