لا تنسى دائما زيارة الموقع للاستفادة من المواضيع الجديدة
ꪱᥰイɾ᥆ᦔᥙᥴꪱ᥆ꪀ
الجزء الأول¦ من نكون نحن ؟
بينما يتسائلان عن كل تلك الأحداث الغريبة يختفي ضوء الشمس و تُشع القطة نوراً أزرق اللون ، ومن بين ذاك الذُهول الذي يُغطي المكان يَسمعُ كُلٌ منهما صوتاً حاداً وغاضباً في رأسهِ " يجب أن تتوقفا ولا تتسائلا مرةً أُخرى ، لقد تجاوزتما حديكما حقاً " ، فتلاشى ذاك الضوء ومن دون أي حرفٍ حملا أغراضهما وإبتعدا عن ذاك المكان بنظرةِ الخوف التي تعتلي وجهيهما.
٭٭
بعد أن عاد آليكس والذهول مُسيطرٌ على عقله فتح باب منزله لِيَجِدَ أمه مرميةً على الأرض وحولها الدماء من كُلِ جانب ، بدأ اليأس والخوف يتسللُ إلى قلب ذاك الفتى الشجاع ، فأخذَ يجري نحوها بسرعةٍ وخطواته تتمايل وتُبعثِرُ كُلَ شيءٍ مِن حولِهِ فنادى بصوتٍ مُتحيرٍ والدمع يُبللُ ما تحت أقدامه "وآلِدَتي! ، وآلِدَتي ! ، أرجوكِ تماسكِ ، لا ترحلي أنتِ أيضاً وتترُكِني وحيداً! " فحملها مِن بين لوحةِ الدم تلك وأخذ يصرُخُ خارجاً " أرجوكم ، ليتصل أحدكم بالإسعاف " خرجت الناس مِن بيوتها وبدأ الجميع يتهامسون "ما هذه الضجة! ألا يعلم أن الوقت متأخر ؟ لِمَ لا يأخذُها للمشفى وحسب " ، حائِر والحزن واليأس يغلفان فؤادَهُ ، ماذا عساهُ يفعلُ في وقتٍ كهذا رُغمَ أنهُ مُجردُ قاصر ، وعندها بدأ يركُضُ حاملاً جسد أمهِ المُغطى بالدم وعندما وصلَ إلى المشفى إلتقطت أمه أنفاسها الأخيرةَ مُردفةً والدمع بعينيها " أنا معك" ما أصعب أن يفقد المرء ما يُحب! أن يبقى وحيداً وسطَ هذا العالم القاسي ، جلسَ آليكس مُحتضناً جسدَ وآلدته البارد يبكي ويبكي ويبكي حتى أُرهِقَ تماماً وفقد وعيهُ .
بعد إستيقاظه وجد نفسهُ على سريرٍ أبيض وسط المشفى فهمسَ ببعض جملٍ " أين أنا! ولماذا أن هُنا" فتسللت ذِكرى وآلدتهُ الراحلةَ إلى فؤادهِ فإنهلت دموعهُ مِن تلك العينين الهزيلتين ، وبينما الدمع يتهاوى على جفونِهِ يدخُل الطبيب ويُردِفُ بإبتسامةٍ " يبدو أنكَ إستيقظتْ ، كيف هو حالكَ اليوم؟ " لم يُعطي الطبيب أي إجابةٍ ومِن خلف ذاك الصمت حركَ شفتاهُ مُردفاً "لَكَم مِن الوقت بقيتُ فاقداً للوعي! ؟" فأجابهُ الطبيب بصوتٍ منخفضٍ قليلاً "شهراً كاملاً " ، حينئذ بدأ بالصراخ على الطبيب طالباً ثيابهُ حتى يخرج مِن المشفى رغم أن الطبيب لم يرضى في بادئ الأمر لكن ماذا عساه يفعل مع شخصٍ شقيٍّ مثل آليكس.
بعد خروجهِ مِن المشفى ذهبَ راكضاً نحو منزله وكأنه يقول "عسى أن أجدكِ هُناك يا أُمي " ، وعندما وصل وجد باب المنزل مفتوحاً وبعض الأغراض مفقودة والدم الذي يعودُ لوالدتهِ قد تصلبَ على الارض وإندمجَ معها ، بدأ بالسير بخطواتٍ مُترنِحةٍ نحو المنزل ، إرتطم على الأرض حيث كان جسدُ وآلدتِه مرمياً وأخذ يبكي ويُردفُ جُملاً مِن قلبه الممزق الوحيد " لقد بقيتُ وحيداً ، لقد رحلتُما أنتِ و أليس! تركتُماني وحيداً عاجزاً مِن دون سببٍ للعيش ، لم يتبقى لي أيُّ شخصٍ أبكي على كتفهِ أو أُدندنُ لهُ أغنيةً عن جزءٍ صغيرٍ مِن أوجاعي! ، كُنتُ قد بدأت بالتعافي بعد مقتَلِ أليس! لقد كُنتُ أُحاول أن أكونَ سعيداً مرةً أُخرى! ما الذي فعلناه ؟ أخبِريني يا وآلدتي ما الذي فعلتُهُ ليتم قتلُ مَن أُحِب؟ " .
مرَّ شهرٌ على هذه الحادثةِ ولم يجدوا القاتل وتم تركُ هذه القضيةِ على أنها قتلت نفسها كما حدث مع قضيةِ أليس ، وأيضاً لم يذهب آليكس إلى ذاك المكان بعد تلك الحادثة وقد كان يتسائل هل السبب أنه لا يُريد أن تراه حزيناً محطماً أو بسبب ذاك الصوت! .
وفي الثاني مِن شهر مايو قرر أن يذهبَ ويرى ما إذا كانت آليكس هُناك ، فذهبَ وعندما وصلَ إلى المكان المحضور وجَد أنها تسيرُ على لحنِ خطواتِهِ ، وعندما كانا يتجهان صَوّبَ بعضهما فجأةً ومِن دونِ سابقِ إنذار إنهلتْ الدموع مِن عين كُلٍ مِنهما نَظًرا نحو بعضهما والذهول يعتلي وجههما رغم تساقُط المطر مِن عينيّ كلٍ منهما ، بعدَ فينةٍ مِن البكاء المتواصلِ والصراخ جلسا كالعادةِ قُبالةَ بعضهما ، فحركَ آليكس شفتيهِ ناطقاً "هل أتيتِ إلى هُنا في الشهرين الماضيين؟ " فأرفتْ آليكس "لا " وبعدَ صمتٍ دامَ لبرهةٍ أردفَ آليكس "قبل قليل لماذا كُنتِ تذرفين الدموع؟ " إبتسمت آليكس وطأطأت رأسها وأردفت بحزن "لقد تُوفِي وآلدي " تفاجئ آليكس بالذي سمعه قائلاً "كيف؟ أخبريني بالتفاصيل! " أخذتْ آليكس نفساً طويلاً وأردفتْ بصوتٍ محملٍ بغبار الحزن " عندما عُدتُ إلى المنزل تلك المرة وجدتُ وآلدي مُلقاً على الأرض والدماء تُغطي جسدهُ ، في الحقيقةِ لم أعلم ماذا أفعل فحملتُهُ رغم ثقل وزنهِ وذهبتُ بِهِ إلى المشفى وبطريقي لقد ظَنَّ البعضُ أنني قاتلة ، وهناك عندما وصلتُ المشفى إلتقطَ وآلدي آخر انفاسهِ مردفاُ 'أنا معكِ' لقد بكيتُ حتى طلع الفجر ثمَ فقدتُ وعيي مِن شدةِ التعب وعندما أفقت وجدتُ ذاتي في المشفى لشهرٍ كامل ومِن بعدها لم أستطع أن آتي إلى هُنا رُغمَ أنني عَلِمتُ أن القضيةَ ستُغلقُ ويُكتبُ أن وآلدي هو مَن قتل نفسه " حينئذ نظرتْ آليكس إلى عينيّهِ فوجتهُ يذرفُ الدموع ، فبعد أن سألتهُ عن السبب أردف لها كُلَ شيءٍ حدثَ معهُ وكأنها مؤامرة مِن نفس الشخص .
تكملة اجزاء القصة اضغط على اي جزء تظهر الك صفحة البارت المطلوب ادناه
===============
===============
وتمنياتي لكم بالموفقيه والنجاح وبلوغ اعلى المراتب